الأربعاء، 23 يوليو 2008

رسالة لن ترسل



دقت الساعة الثامنة مساءا ً ,ذلك الوقت المتفق عليه ان يكون موعداً ثابتاً لإتصالهما
امسكت هاتفها وتمددت بإسترخاء منتظرة الإتصال
مرت الدقائق ولم يتصل بها

"انها اول مرة يتاخر فيها عن موعدنا سأحاول الاتصال به"
ولكن لم تفلح محاولتها ....ازدادت قلقاً وحيرة في الأمر

تلك هي المرة الاولى التي لا يتصل بها منذ أن سافر خطيبها للخارج بحثاً عن عمل لبناء بيت الزوجية.


تلمست خاتم الخطبة برقة, وأدمعت عينها لقلقها عليه ولإحتياجها للتحدث معه فهي لا تستطيع ان يمر يوم ٌ دون أن تتحدث إليه وتحكي له كيف قضت يومها وتخبره بالأشياء التي تعدها لمنزل المستقبل.
تذكرت لحظة وداعهما حين سفره وانهمرت في البكاء وتمنت لو لم يسافر حتى لاتشعر بما تشعر به الأن من قلق وخوف.
أحضرت حافظتها الشخصية وأخرجت منها صورته التي تحتفظ بها" أفتقد ملامحك الرقيقة" هكذا قالت بعد أن طبعت قبلة حانية على الصورة.
نظرت الي الساعة مرة أخرى وحاولت الإتصال ثانية ولكن دون جدوى"ماذا بك يا حبيبي اشتقت الي صوتك الدافئ"
زاد انشغالها عليه فقررت ان تكتب رسالة تشغلها عن التفكير والقلق ,تتحدث فيها اليه وتقرأها له عند اتصاله
اعدت فنجاناً من الشاي ووضعت صورته امامها وأمسكت القلم بيد ِ مرتعشة وكتبت:


شهور مرت دون أن أراك..لم تغب ملامحك عني, أفتقد لمستك الدافئة, أستنشق رحيق ورداتك كل صباح
أجلس بين هداياك الرقيقة أمام صورتك


أنتظرلحظة اتصالك وانتظر بعدها لحظة عودتك لنبدأ حياتنا التي طالما حلمنا بها.


دقت الساعة التاسعة, كانت دقاتها مزعجة كطبول حرب تنذر بشيئ ما.أزعجتها لدرجة ان انسكب فنجان الشاي على رسالتها ومُحيت كل كلماتها.
ومع تلك الدقات جاء رنين الهاتف,أسرعت وتناولته ,لم يكن رقمه
ولكن كان رقماً يحمل نفس كود البلد التي سافر إليها.
شعرت بالخوف وأجابت بصوت خافت متقطع ,وقبل إنتهاءالمحادثة هوت كطير جريح أصيب بسهام غادرة


وكأن قدر الرسالة التي كتبتها أنها لن ترسل.

الخميس، 17 يوليو 2008

فــــــصــــــــول


شتاء


اخشى على قلبي برد الشتاء

يختبأ كما القمر خلف الغيوم في ليلة قارسة

في انتظار هطول امطار الحب وسطوع شمسه الرقيقة

فتغمر قلبي بالدفئ والامان

ولكني اعلم ضعف قلبي وعجزه في الصمود امام رياح الحب الغادرة




ربيع

تفتح قلبي

اشعر بنسمات الحب تداعبه مداعبة نسيم الصباح للورود

اشعر بربيع قلبي وحيويته
لكني لازلت ابتعد...كفراشة تهرب من ايد عابثة



صيف


حرارة حارقة

هي حرارة قلبي الان


فقد وصل لذروة الاشتياق للحب


ولكن لما التهور والاندفاع؟

فالصيف جنون

واخشى على قلبي الاحتراق



خريف

ذبلت اوراق قلبي ,,,وظهرت شيخوخته

تمر امامي الذكريات


كعاصفة تنثر اوراق شجر صفراء


الان افضل السكون



افكر....
هل استمر في الفرار...ام اطلق لقلبي العنان
هل استمر في خوفي واحكامي على قلبي....ام اطلقه حرا
ساترك الاجابة لفصل جديد....


ابيات من اهداء فارس بلا جواد:
شتاءٌ طالت أيامه
يبحث عن دفء بأعماقي
والصيف حرارته شديدة
وأشد منها أشواقي
وربيعٌ غابت أزهاره
لم أظفر منها بتلاقِ
وخريفٌ رحل فلم يترك
سوي دمع حبيس الأحداقِ
بشكر فارس طبعا على الابيات

السبت، 12 يوليو 2008

نظرات غير متبادلة



كنت على الشاطئ كعادتي ساعة الغروب ,حين يبدأ الناس في الإنصراف ولا يتبق منهم إلا قليل يفضلون تلك الساعة مثلي.
جلست بمفردي أتأمل الأفق ,وإلتحام السماء مع البحر وآشعة الشمس الذهبية مندمجة بينهما.
لا شيئ يثير إهتمامي سوى ذلك المشهد.
لمحت فتاة تجلس قريبا ًمن البحر ,كانت بمفردها مثلي, ويبدو عليها الإهتمام بالغروب أيضا ً,
وجدت في عينيها حزنا ً غريبا ً ولكنه زادها جمالا ً.
تركت الغروب الذي أفضله وتابعتها بشغف.
كانت تحرك الرمال بقدميها الصغيرتين فينساب من بين أصابعها في حركة أثارت البحر فأرسل موجة رقيقة مداعبة أزالت عنها الرمال.
لقد تركت الغروب تماما ً فالفضول تملكني في معرفة سبب حزن عينيها العسليتين والذي جعلها تتحاشى النظر حولها.
نظرت اليها مرارا ً حتى ألفت نظرها إلى أن بادلتني نظرة على استحياء شديد أثارت فضولي أكثر وأكثر.
لقد قاربت الشمس على الرحيل والشفق ملأ السماء وعكس على وجهها حمرة ً اضفت عليها سحرا ً.
لحظات ووجدتها تغيب مع مغيب الشمس ,عندما تعلقت بذراع إمرأة تبدو من نفس نظرة الحزن إياها أنها والدتها.
فقد غمرتها بعطف وأسندتها ورحلتا.
أدركت في هذه اللحظة سبب حزن عينيها,إنها لا ترى إلا الظلام .
وأدركت ايضا ً انها لم تبادلني النظرات
.

الأحد، 6 يوليو 2008

مشاعر متباينة



مازال الطفلان الصغيران ساكنين بداخلنا

نلهو كثيرا

نضحك كثيرا

ايضا نتشاجر كما يتشاجر الاطفال على دمية

ولكننا نعرف جيدا قواعد اللعبة

نشد احيانا ونرخي كثيرا حتى لا تتحطم.





نشعر بالانطلاق كالشباب

نختلس لحظات السعادة

نتبادل الحب

تملأنا نشوة الحاضر وامل المستقبل.


ولكن....

كثيرا ما يصيبنا الملل

نصمت ككهلين

تراكمت عليهما هموم واحزان الزمان

يصيبنا الضعف

يحتاج كلانا ان يستمد القوة من الاخر

نسترجع الذكريات الجميلة

فسرعان ما نتغلب على تلك الشيخوخة.